نهلة.. فتاة بترت ألغام الحوثي ساقها واغتالت حلمها – (قصة إنسانية)
لا يخفى على أحد جرائم مليشيات الحوثي بحق المدنيين لتقتل الحلم قبل بزوغه ولتوزع اثير الموت في كل ارض يمرون عليها كطاعون العصر العاصف بالبشرية وتابوت وضع الاف اليمنيين، فيه.
حرفت معنى الطفولة واُغتيل حلمها ليحملهم عبء الحياة ومشقة حرب دامية فلا يمكن لأحد أن يتصور ان يتجسد كل هذا الكم الهائل من المأساة في جسد طفلة تدعى نهلة سعيد غالب (15 عاماً) – كان عمرها 10 سنوات عند الإصابة – واحدة من 1742 بين قتيل وجريح ضحايا الألغام الحوثية بمحافظة تعز لتجسد الصورة الحقيقية لمليشيات الحوثي وجرائم حربها وتاريخها الدموي.
كبرت نهلة منذ بدء الحرب خمسه اعوام إضافية لكن حلمها الصغير اغتيل بفعل لغم زرعته مليشيات الحوثي بمديرية جبل حبشي، غابت عن نهلة الكثير من تفاصيل الواقعه ولم يتبقى في ذاكرتها سوى صوت الانفجار الذي مازال مرسوماً في مخيلتها يذكرها كل حين بذلك الانفجار الذي فتح عليها بوابه الماسي المتلاحقة على مر خمس سنوات تفاقمت مع استمرارية النزوح الاجباري.
تقول والدتها “حمامة” لمحرر “منبر المقاومة” والدموع تنهمر من عينيها:
وزع الحوثي الألغام على جبل المنعم بالمنطقة في اللحظة الأولى من وصوله وكنا نعتقد أن الجبل فقط مزروع الغام فخرجت مع نهلة لرعي الغنم في شهر صفر الموافق 4/12/2015.. خرجنا الوادي وهي تمشي امامي وانا على بعد قليلاً منها حين داست على الغم.. رئيت نهلة تطير بالجو كعصفور كسرت جناحه وبتناهيد متتالية تقول أصبت بالعمى، اسودت الدنيا في وجهي وانا أرى إبنتي تذبح أمام عيني، لم استوعب حتى هذه اللحظة.
وتواصل والدة نهلة حديثها لـ”منبر المقاومة: اسعفها أهالي المنطقة الى مستشفى البريهي بتعز ولكنه كان خروج نهائي من المنطقة بعدما أجبرت مليشيات الحوثي سكان المنطقة على إخلاء منازلهم في مهلة لا تزيد عن يومين ودعت نهلة واسرتها منزلهم لتسكن في مدرسة خصصت للنازحين بمنطقة الدحي وسط مدينة تعز.. مكثوا فيها قرابة شهرين ثم استقروا بشقة تكفل بايجارها أحد تجار المدينة.
نهلة فقدت حلمها مبكرا قبل أن تفقد قدمها لتذبل كورده اهلكتها حراره الشمس أو انقطع جذورها
بلا تعليم
تقول نهلة: لا استطيع مواصلة دراستي ، ولا استطيع المذاكرة هكذا وجدت نهلة حالها بعد ان اصبحت مبتورة القدم، اخذت تنهيدة تبعتها بصمت، بعد ان طأطأت راسها الى قدمها ، “لا استطيع مواصلة الدراسة”، بعد ان سالتها لماذا: قالت: “المدرسة في اعلى الجبل والطريق وعرة ولا استطيع الذهاب الى منزلنا، هناك فكيف سأستطيع الذهاب الى المدرسة ” وعن إمكانية التعليم في المدينه قالت نهلة: “لا استطيع المذاكرة ، اصبحت نفسيتي مدمرة، وحالتي النفسية متعبة بسبب ما حدث معي.. ضاع حلمي وضاع تعليمي.. كنت احلم ان اتفوق في دراستي وكانت لدي ارادة قويه للتعليم والتفوق، الآن اصبحت محطمة ولن استطيع مواصلة دراستي.
حاولت والدتها أن تعيدها الى المدرسة لكنها عجزت عن اقناعها بأن الحياة مستمرة أو أن هناك مستقبل قادم الحقتها تلك المعاناة لتصيبها بحالة نفسية سيئة حيث حاولت أن تقتل نفسها اكثر من مرة ولم تقتصر الحالة النفسية المنعكسة على نهله فحسب بل أصابت معظم أسرتها حيث أصيبت اختها الكبيرة بحالة نفسية مزمنة نتيجة الحادثة، والدها هو الآخر تراكمت عليه هموم التشرد النزوح ومشقة الحياة ليفارقها الى الأبد نتيجة الضغوطات النفسية الكبيرة وعبء الحياة لتحمل والدتها كل متاعب الحياة واعالة اسرة سلبت المليشيات سعادتها.
عن: منبر المقاومة