سعيدة.. شابة لم تبقِ لها المليشيا من اسمها نصيب.
الخوخة – منية عبدالله
كانت حياة سعيدة حسن بليقص (٣٥ عاما) تسير بشكل طبيعي في قريتها “وادي العقوم” بمديرية الدريهمي جنوب الحديدة، حتى دخلت مليشيا الحوثي الى القرية فأصبح الخوف والقلق يلازمها وأسرتها طوال الوقت وبعد تحرير تمكن قوات المقاومة المشتركة من تحرير قرية وادي العقوم ظلت المليشيا على مقربة منها وتقصفها بين الحين والآخر بقذائف الهاون فتنشر الرعب بين أوساط سكانها.
وفي أحد أيام يوليو 2018 استيقظت القرية على قصف حوثي مكثف ومباشر صوب منازل المواطنين، كانت سعيدة قد أعدت الافطار وما إن همت بتناوله مع اسرتها حتى باغتتهم قذائف المليشيا، لكنهم نجوا منها بأعجوبة كما تروي قصتها “لمنبر المقاومة”
وتضيف: كنا قد بدأنا بتناول الفطور وفجأة انهمرت علينا القذائف مثل المطر، هربت انا واخوتي وانقسمنا الى فريقين، كنت اسير مع اخوتي وخلفنا كان ابي وامي وجدتي يسيرون بهدوء، ابتعدنا عنهم قليلا ثم توقفنا بعد سماع دوي قذيفة خلفنا، التفتنا ورأينا المشهد المؤلم الذي لن ننساه ما حيينا، كان الغبار لا يزال يلف المكان وكان بإمكاننا ان نشاهد من خلاله ابي وأمي وجدتي وهم مستلقين على رمل الطريق غارقين بدمائهم، فقد سقطت القذيفة فوقهم مباشرة، توفيت امي على الفور وتمزقت يد ابي ورجله وكان ينزف بشدة بينما جدتي المسنة اصيبت ببضع شضايا لم تكن قاتلة، اسعفنا والدي الذي كان ما يزال حيا ويتنفس بصعوبة وحين وصلنا الى منطقة الطائف لفظ أنفاسه الأخيرة بين أيدينا قبل ان نصل الى المستشفى الميداني، أما جدتي فقد وصلت حية إلى المستشفى وتم علاج جروحها لتخرج بعد ايام صحيحة الجسم لكنها اصيبت بصدمة قوية تسببت لها بحالة نفسية.
لقد مات ابي وأمي في يوم واحد بقذيفة حوثية واصبحت يتميه ولم يتبق لي سوى جدتي المريضة.
تقيم سعيدة، التي ليس لها من اسمها نصيب، حاليا بمخيم الجشة في مديرية الخوخة مع جدتها واخوتها الصغار بعد أن دمرت مليشيا الحوثي قريتها وقتلت والدها ووالدتها ومثل سعيدة آلاف الأسر في الساحل الغربي يعيشون حياة التشرد ويتذكرون قصصا مؤلمة لجرائم الحوثيين وحربهم الضالمة ضدهم.