اليمن في ظل كورونا.. بين سندان الفيروس ومطرقة الحوثيين
أكدت الدكتورة وسام باسندوة رئيس تكتل ٨ مارس من أجل نساء اليمن، بأن لديها معلومات تؤكد وجود مصابين بفيروس كورونا في صنعاء، ومن بين الجماعة الحوثية، وأن هذه الإصابات في صفوفهم، وقد أتت من جراء الزيارات لإيران، ولكنهم يتكتمون على نشر أي أخبار حولها.
وأضافت باسندوة خلال ندوة اليمن في ظل أزمة كورونا، أنه يجري الآن في مناطق سيطرة الحوثي تجهيز أماكن عزل خاصة بهم، لافتة إلى أنهم يهددون الأطباء من محاولة إفشاء أي معلومات.
وأوضحت أن الحالات بدأت تظهر بالمستشفيات قبل شهر ونصف، وكان الأهالي يتواصلون معها، لافتة إلى أن رسائل تؤكد شكهم في وفاة بعض ذويهم جراء الإصابة بكورونا وبأن الاطباء يتم تهديدهم عن إعلان أي اشتباه ويكتفون بتشخيص سبب الوفاة بضيق التنفس، لافتة إلى أن صديق لمتوفي طلب منها تعزية والد المتوفي المتواجد بالقاهرة، والذي يؤكد بأن الأعراض التي ظهرت على ابنه قبل الوفاة في صنعاء كانت بسبب كورونا.
وتابعت بأنها بدأت التدقيق في كل رسالة تردنها، وبدأت تحذر الناس بأن الفيروس موجود وعليهم أخذ الاحتياطات وتوخي الحذر، وأطلقت حملة تفاعل معها العديد من الزملاء والمهتمين خاصة وأن كان لدى معظمهم معلومات مشابهة.
وعن أسباب إصرار المليشيا الحوثية اخفاء الحالات، قالت باسندوة إنها ترجع إلى رغبتهم في التستر عن أن الحالات كانت قادمة من زيارات اعضاء الجماعة الحوثية لإيران، وهو الأمر الذي تعرف المليشيات بأنه غير مقبول ولا مبرر لدى جموع اليمنيين، وثاني الأسباب هو استمرار تحشيدها ومدها للجبهات بالمقاتلين وعدم إيقاف الحرب وهو ما يؤكده شواهد عدم التزامها بالهدنة كون الحرب تخدم أهداف الجماعة ولا يريدونها أن تتوقف أبداً.
وتابععت: ثالث الأسباب هو استمرار النشاط التجاري والاقتصادي الذي يرفد المليشيا بالأموال واقتطاع الجباية والأموال من الناس عنوة، بالإضافة إلى أنهم كانوا ينتظرون فتح الحدود في المناطق المحررة، لتنسب ظهور الوباء للقادمين ممن تسميهم دول” العدوان” باعتبارها مؤامرة دولية صهيونية أمريكية موجهة ضدهم.
وأشارت باسندوة إلى أن النساء هن الأقل إصابة بفيروس كورونا؛ كما تشير الإحصاءات الدولية إلى أن تأثيرات الكورونا لا تقف عند حدود الإصابة بالمرض، وهو مادفع الأمين العام للأمم المتحدة لرفع صرخة استغاثة بعد أول أسابيع من تفشي الوباء عالمياً، بالتحذير مما تعانيه النساء من تأثيرات الحجر المنزلي وارتفاع نسب العنف الأسري، لافتة إلى أن أكثر من ٢٠ مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة من قبل السيول والأمطار وقبل انتشار الوباء وقبل الحجر المنزلي وإيقاف العجلة الاقتصادية المعطلة.
وشددت على أن المتضرر الأكبر والحلقة الأضعف في كل هذه الظروف كانت ومازالت المرأة اليمنية، التي فقدت المعيل واضطرت لتحمل الأعباء والمسؤولية في ظروف كثير بسبب المليشيات، لافتة إلى أن المرأة اليمنية تعاني ظروف عنف مبرح في غياب الدولة وانتشار كثير من الجرائم المفزعة التي فاقم انتشارها غياب الدولة وضياع الحقوق، فانفجرت الجرائم ضد النساء والصغيرات بشكل مرعب وهي جرائم يشيب لها الولدان.
وتابعت: وفقاً للدراسات فإن هذا العنف الموجه ضد المرأة يفاقمه ارتفاع حدة الضغوط النفسية والاقتصادية على ممارس العنف ونحن لا نبرره لكن في اليمن يأخذ الأمر أبعاداً أكثر خطورة في ظل تدني مستوى حقوق المرأة وغياب أجهزة الرقابة وأدوات الحساب والعقاب الفاعلة، والخطر الآخر لانعكاس انتشار كورونا باليمن هو غياب ما تبقى من فرص شحيحة للمرأة في تأمين لقمة العيش من مجهود العمل اليومي وتطبيق الحظر وهو ما يعني حرمانها ومن تعيل من هذا المدخول ناهيك عن أعباء المرض والتنقل للعلاج وعدم توفره، إذا كانت معاناة المرأة عالميا تزداد في ظل معاناة كورونا فلا يوجد ما يمكنه ان يصف معاناة المرأة اليمنية التي تعاني الأمرين، إننا نستدعي تظافر الجهود من قبل الدولة والسلطات والمنظمات النسوية والمنظمات الدولية المعنية وعليها أن تتعاطى مع الامر بشكل جدي وفاعل لإنقاذ النساء.
وفي سياق متصل قالت المحامية في مجال حقوق الإنسان والأمن القومي مكرسة للتحليل العملي أ/إيرينا تسوكرمان في ندوة اليمن في ظل أزمة كورونا، إن إيران تشن هجمات عدوانية في جميع أنحاء المنطقة وتسترها على هذا وباء كورونا يكلفها حياة مسؤوليها والكثير من المدنيين.
وأشارت تسوكرمان إلى أن إحصائيات الضحايا في إيران غير معروفه، وفي اليمن يستمر التستر على الوباء لحين اعتراف إيران به ويعود السبب لذلك بأن الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيين تتبع قياده إيران.
وأوضحت أن أسباب إتخاذ طهران هذا النهج، هو عدم رغبتها في الاعتراف بالروابط الوثيقة المستمرة بين اليمن وإيران، على الرغم من حظر السفر وإغلاق الحدود، وعدم الرغبة في الاعتراف بنقص الفحوصات والمرافق الطبية، وتجنب المساءلة عن الخسائر البشرية، لافتة إلى أن إيران عالجت نفسها من هذا الوباء بالتهور الذي أدى إلى انتشار العدوى في المنطقة والمخيمات العسكرية والتبادل التجاري والديني مع الصين في ذروة هذه الأزمة.
وأضافت: بالنسبة لليمن أسبابها تكمن في عدم الرغبة في الاعتراف بالمرض لأسباب إيران المعلنة ولتعمده التجاهل والتستر على الحالات بما في ذلك إلقاء اللوم على المؤامرات الغربية لتجنب المسؤولية عن الخسائر الناجمة ومعارضتهم لاتفاق وقف إطلاق النار، لافتة إلى عدد من مقاطع الفيديو المروعة من أرض الواقع، التي أظهرت الحوثيين يبحثون عن مرضى كورونا بقصد قتلهم.
وفيما يخص عمليات التمويل الإنسانية التي خصصها المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات الأساسية، قالت تسو كرمان إن سيطرة الحوثيون على المستشفيات تعتبر كارثية طبية، والاعتراف بمرضى كورونا سيفصح عن مشاكل أكبر بكثير والحقيقة الأكبر هي أن الوباء في اليمن قضية سياسية وعسكرية أكثر من كونه قضية صحية.
عن: صحيفة أنحاء