لمصلحة من تموّل «قطر» قناة جديدة موجهة «لليمنيين» تبث من «تركيا»؟
في مطلع يوليو من العام الفائت، قدِم وفد يمني، موفد من قطر إلى المهرة، التقى الوفد بوكيل محافظة المهرة المُقال “علي سالم الحريزي”، واتفقا على دعم الأخير لناشطين وصحفيين من حزب الإصلاح؛ لتصوير فلاشات تلفزيونية عن محافظة المهرة؛ ليكون ذلك العمل نواة لإنشاء قناة فضائية تُعنى بالمهرة.
كان التواصل حينها بين “صالح الجرموزي” رجل الأعمال القطري من أصل يمني، والمقرب لمليشيا الحوثي، وبين “علي كلشات” القيادي في حزب الإصلاح المقيم في الغيضة من جهة، والصحفي المقرب من حزب الإصلاح “مختار الرحبي” من جهة أخرى، لاستكمال الترتيبات، وهو الأمر الذي تحقق حينما أعلن عن إطلاق شارة قناة المهرية من العاصمة التركية إسطنبول، بدعم وتمويل قطري، في منتصف ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي؛ بهدف تحريض الشارع ضد الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دولياً، وضد التحالف العربي لدعم الشرعية، وإثارة الفوضى، حتى يتم التمهيد لتواجد قطري تركي في محافظتي المهرة وسقطرى.
وأعلِن حينها عن تعيين “علي سالم الحزيري” المقرب من مليشيا الحوثي، رئيساً لمجلس إدارة قناة المهرية، والناشط المنتمي لحزب الإصلاح المقيم في تركيا “فهد المنيفي” مديراً للقناة.
دعم قطري جلي
لم تخفِ دولة قطر، توجه القناة الجديدة، فقد أوردت صحيفة “العربي الجديد” القطرية، خبراً تعريفياً بمهمة القناة قائلة: «من المقرر أن تتبنى المحطة، في تغطياتها الإخبارية وخريطة برامجها السياسية، موقفاً مناصراً للاحتجاجات تشهدها محافظة المهرة شرقي اليمن، وأنّ مجلس إدارة القناة سيضم أيضاً عدداً من قادة الاحتجاجات في محافظة المهرة، فيما لم يكتمل بعد عدد طاقم المحطة، ويجري حالياً استكمال التجهيزات الفنية لمقرها».
كما لم يخفِ ناشطون وصحفيون، ينتمون لحزب الإصلاح، توجه القناة المعادي للتحالف العربي، والمنساق مع توجه الميشيات الحوثية الموالية لإيران. إذ يعيد الناشط المنتمي لجماعة الإخوان أنيس منصور، تغريدة، مفادها: «بإطلاق قناة “المهرية” كفضائية جديدة ستركز على الأوضاع في محافظتي المهرة وسقطرى بشكل خاص، واليمن بشكل عام اهتمام كبير لمواجهة الاحتلال السعودي في المهرة والاحتلال الإماراتي لسقطرى».
استقالات وانسحابات
في الأيام الأولى لإنطلاق قناة المهرية، من تركيا، عصفت خلافات بين عدد من العاملين فيها؛ بسبب قسمة الميزانية المالية التشغيلية للقناة، وعلى إثر هذا الخلاف، تم استبعاد الصحفي المقرب لحزب الإصلاح “مختار الرحبي” من إدارة القناة، وأعلن مسؤول التواصل الخارجي في اعتصام المهرة، الإصلاحي “أحمد بلحاف” إستقالته عن العمل في قناة المهرية التي شارك في تأسيسها، معللاً أن «استقالته جاءت بعد شعوره إن القناة وصلت إلى مرحلة لا تلبي تطلعات أبناء محافظتي المهرة وسقطرى». مشيراً إلى أن «القناة خرجت عن إطار إدارة أبناء المحافظتين وتوجهاتهم».
وتحدثت أنباء عن إستقطاب القناة لشخصيات إعلامية مقيمة في الخارج، كالمذيع السابق في قناة اليمن الحكومية والمقرب من مليشيا الحوثي والمقيم في أوروبا”علي صلاح أحمد”، والمذيع “عارف الصرمي”، واللذان من المحتمل ظهورهما بشكلٍ محايد بالقناة، ليتقبلها الجمهور والمشاهد.
منابر للتدمير والفتن
في الأيام الأولى لإنطلاقها، بثت قناة المهرية، الممولة من قطر فلاشات سياحية حتى تجذب المشاهد اليمني، ولم يستمر الوضع حتى بدأت ببث برومهات لبرامج تحمل خطاب يحض على الكراهية والتفرقة، الأمر الذي دفع عددا من الناشطين، للتعبير عن رفضهم لاستمرار بث القناة على قمر النايل سات، وعن ذلك يرى الناشط عمار باضريس، بأن«حزب الإصلاح كلما فتح قناة جديدة يسميها المهرية والسقطرية والحضرمية، وهو من خلال تلك التسميات يسعى للفتن، كان من الأحرى أن يتجهوا لإفتاح قنوات تحمل غسم الجوفية والتعزية».
فيما يرى الإعلامي والكاتب عبدالملك اليوسفي، أن «قناة المهرية هي ضمن مجموعة القنوات الفضائية الإخوانية المدعومة من قطر وتركيا كقناتي “يمن شباب” و “بلقيس”، وجميعها ضمن الجهود الإعلامية لتنظيم الاخوان المسلمين للوقوف ضد التحالف العربي».