الحوثيون.. بشر الظالمين بالزوال
أمين الوائلي
يستشعر الحوثيون صعوبة موقفهم، في عنق اللحظة المتفاقمة في البيضاء، ويبذلون خلال ذلك محاولات؛ اختراق الإجماع، استمالة مكونات، إنفاق أموال ووعود.
ومن الواضح أنهم يعطون الألوية لاصطناع تكتل (ملفق) أمام تكتل النكف الآخذ في التمظهر كجبهة يمنية خالصة بقيمة الأغلبية الرافضة والصامتة.
ومع الاستمرار في التحشيد والتأليب، عسكرياً ومناطقياً، باتجاه محور النكف القبلي في البيضاء؛ وهم لم ولن يتخلوا عن خيار المواجهة وشهوة الاكتساح، إلا أن الحوثيين اليوم أمام خيارات إما صعبة أو أصعب.
ومن ذلك أن الرهان العسكري لوحده لن يجدي أمام أغلبية تمتزج مكونات قبلية ومحلية واسعة الطيف تتجاوز حسابات الفارق في القوة العسكرية إلى حسابات الجغرافيا والتاريخ والمشاعر المتجمعة من الرفض المتجمِّر خلال خمسة أعوام.
ما إن يحدث الحوثيون أنفسهم؛ بأن الأمور دانت لهم، وأن غشامة منطق القوة كافية لإخضاع الناس.. كل الناس.. وإخماد الرفض في كل نفس، فليرقبوا اشتعال النار في وديان العشب الجاف تتكفل بها شرارة واحدة من قبيل دم جهاد الأصبحي.
بشر الظالمين بالزوال.. اليوم أو غداً.. وكل غد بحسابات الشعوب قريب.
مهما قيل نقداً وجلداً وتبرماً وتذمراً، فإن آباء اليمن الجمهوري لم يكونوا يبذرون في فراغ أو يحرثون في بحر.
لقد حبلوها -رحم التاريخ- وولدت في ضحى أيلول، ونشأ وشب يمن السيادة المواطنية والشعب السيد.
الأخطاء وحتى الخطايا تحدث وهي من شؤون ومتوقعات المخاضات العسيرة لشعب يلقي عن كاهله أحمال ألف عام من الاستلاب والغياب.
لكن سبتمبر العظيم نبع حياة خلال الشغاف وفي السويداء من كل قلب خفق يوماً تحت سارية علم الجمهورية في طابور صباح مدرسي كانت الدنيا حاضرة فيه معنا.. ومعنا رددت: “رددي أيتها الدنيا نشيدي…” أو “بلادي بلادي بلادي اليمن…”.
مارد الثورة الذي نشأنا على شاهده يعتلي منصة الشهادة في محكمة الزمن واليمن بناصية ميدان التحرير في قلب عاصمة الدنيا الجمهورية صنعاء لم يكن حديثاً يفترى.
ومهما احتجبت خلف السحب، فإنها أبداً لم تغرب أو تغب.
عن: “نيوز يمن”