أخي مزوِّر خطير.. حتى اسألوا قيادة محور تعز عنه!
فكري قاسم
أخي جلال قاسم، صحفي في مؤسسة الجمهورية بتعز، ومعه محل للخط والدعاية والإعلان، داخل دكان صغير في عمارة أبي بالجحملية، يزود نفسه وجهاله منه ومن مهرته كخطاط متمكن مدبر ابن مدبر، يعرف يرسم ويخط، وما يعرفش اللف والدوران.
قرحت الحرب وتخزوق كل جدار في العمارة، واحترق دكان الدعاية والإعلان، وتدمرت الحارة المنكوبة، وكره الحوثيين والعفاشيين، وضاقت به الأحوال، وطفرن، وفلت أمه المريضة، وفلت بيته ومرته وجهاله في حارة مظلمة موحشة، جثث القتلى مرجومة في الشوارع، وشل نفسه وسار مع أصحابه، شيقع ضابط في التوجيه المعنوي مع الجيش الوطني بمأرب.
أعطوه رتبة عسكرية هو وأصحابه الصحفيين، ضمن فريق محسن خصروف لإعادة إصدار صحيفة 26 سبتمبر، وافتحر في مأرب لوما حرق وجهه من الشمس، وبعد سنة من الفحير، تحسنت أحوال كل الصحفيين حق الإخوان في التوجيه إلا الفندم جلال مشو إخوان، ولا هو مع أي حزب، ولا له أي ميول حزبي أساساً، خطاط وصحفي دغري، يجري بعد لقمة جهاله..
طفرن في مأرب، طفش، جوع، شاف مافيش فائدة من الضيبطة، وقالوا من طفرن ذكر دين جدته، وأخي الفندم جلال تذكر أن باقي معه في البيت شوية شقاديف من حق دكان الدعاية والإعلان، أرسل رسول طلعهن له إلى مأرب عيفتح له دكان دعاية وإعلان يخط ويرسم ويعمل ختومات، ومنضبط في أداء مهامه الصحفية، مخلص من قلبه لقضية تحرير اليمن من الانقلابيين.. يمشي حاله في دكان الدعاية والإعلان أمد ما يحسنوا أوضاع الجبهة الإعلامية في التوجيه المعنوي، التابعة لقيادة محور مأرب.
أعرفه أخي جلال دبور، ما سبر له موضوع دكان الدعاية والإعلان، ولا سبرت له الضيبطة مع الجيش الوطني، ضبح، طفرن، وبعد سنتين رجع البيت، حارق ساع الحبة الطرمبا، شيقضي إجازة العيد مع مرته وجهاله وأمه، وشيرجع يقاتل الحوثيين من موقعه كصحفي في دائرة التوجيه المعنوي، مهمته رفع معنويات الجيش الوطني، وهي مهمة عظيمة، لكن معنويات أخي جلال الشخصية والعائلية كانت قد أصبحت مهدودة.. وهو تاعب، وشعر رأسه أبيض، ونفسيته زي الزفت، ما عد يشتي عسكرة ولا فندمة ولا رتبة ولا أم الجن، وأرسل لواحد صاحبه ينزل له الأدوات حق دكان الدعاية والإعلان من مأرب شيجلس يشقي على جهاله من داخل تعز المحررة.
عاد زميله قبل أسبوع متجهاً في طريقه من مأرب إلى تعز، ومعه المعدات في كراتين وشوالة يمكن، وتم إيقافه في نقطة العلم في مدينة عدن.. بحسب إفادة أخي..
وأثناء التفتيش وجد أفراد النقطة الأمنية مجموعة من الأختام القديمة، متروكة بين الشقاديف، كنماذج يعرضها على الزبائن لاختيار شكل وطريقة الأختام التي يريدونها، صادروها في نقطة العلم، ليتفاجأ أخي جلال، بأنه مطلوب للبحث الجنائي، بحسب مذكرة مرفوعة من قيادة محور مأرب إلى قيادة محور تعز بتهمة تزوير أختام، قيل له إنها أربكت سير عمليات تحرير جبهتي الجوف ونهم!
قيل له أيضا بأن قيادة محور مأرب، التي وجهت مذكرة الضبط إلى قيادة محور تعز، تتهمه بأن الأختام مزورة لصالح صغير بن عزيز، قائد المقاومة الوطنية في جبهة نهم.. وعلى ضوء ذلك تم إيداعه في سجن البحث الجنائي التابع لسلطة الأمر الواقع في تعز!
وهذه هي الحكاية التي فهمتها من أخي جلال، يوم الجمعة الفائتة، بينما كان يكلمني من الحبس عبر جوال سجين آخر في البحث الجنائي. وقال لي أيضا إنهم صادروا هاتفه ووجدوا في رسائل الواتس محادثة بيني وبينه، كان قد كاتبني خلالها يكلمني عن معاناة أهل حارتنا في الجحملية بسبب انقطاع المياه، والمتاجرة بها لصالح بعض الضباط المتهبشين التابعين لقيادة اللواء 22 ميكا، الذي تقع الجحملية أساساً في نطاق سيطرته، وقيل له، في البحث أيضاً، إن ذلك مسيء لسمعة الجيش، وتلك خيانة وطنية كبيرة من صحفي في الجيش الوطني!
أخي جلال لا يزال، منذ أسبوع وحتى هذه اللحظة، محبوساً في البحث الجنائي بتعز، تحت تشديد يفرض في العادة على أي مجرم كبير قام بتزوير أختام أربكت سير المعارك، وأحبط معنويات جيشنا الوطني، الذي كلما خسر معاركه الحقيقة في الميدان لا يعدل من سلوكه، ولا يغير من طريقة تفكيره، ولا من أدواته البالية، وإنما يبحث له عن غرماء آخرين، وعن شماعات يلقي عليها التهم الكيدية والجزافية العمياء ليبرر فشله وسوء إدارته للمعركة.
لكن الغريب والمثير للضحك أن قيادة محور تعز، صاحبة قرار التحفظ على أخي جلال بتهمة التزوير، يترأسها، مع الأسف، قائد محور أقاله الرئيس من منصبه بقرار جمهوري، ولكنه عاد لمزاولة مهامه كقائد للواء وللمحور بقرار مزور من ساسه إلى رأسه! كما وأن قيادة الشرطة العسكرية في تعز، التي يفترض بها ملاحقة وضبط أفراد الأمن والجيش والشرطة الذين عليهم مخالفات، هي الأخرى يترأسها ضابط إخواني مستجد في الجيش يمارس مهامه لتحرير اليمن كقائد للشرطة العسكرية في تعز بقرار مزور هو الآخر!
ولمزيد من السخرية والضحك أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي، قبل أيام قليلة، قراراً جمهورياً قضى بتعيين صغير عزيز قائداً لرئاسة هيئة الأركان لقوات الجيش الوطني، وأخي جلال ضابط المعنويات في الجيش الوطني محبوس وخايف بكرة بعده يلبسوه قضية ثانية، ويطلع أنه هو الذي زور قرار تعيين صغير بن عزيز.. و”يا مخارج الأخجف إذا ودف”.
أخي جلال عضو في نقابة الصحفيين اليمنيين.. وأطالب زملائي أن يقوموا بدورهم تجاه هذه البلطجة التي تحدث في حقه كصحفي محبوس على ذمة جرم كبير، من دون أن تكون هناك أدلة قاطعة، على الأقل، وهو صحفي شريف جواد ومظلوم ومخلص في عمله، مثابر في سبيل لقمة عيش أسرته؛ لا يسرق ولا يلف ولا يدور، ولا يجيد الكذب، ولا يعرف أيا من هذه الأخزاق التي يتحدث عنها البحث الجنائي، وتتحدث عنها قيادة محور تعز، وقضيته من أساسها مجرد تهبش من سلطة أمر واقع فاشلة تتخبط فوق عباد الله، وتختلق خصوماً وهميين ومعارك وهمية، ولا تعرف ما الذي يفترض بها أن تفعله غير أن تتواله لها بعيال الناس وأملاكهم ومدخراتهم ومستقبلهم غير مكترثين لشيء.