حراك الأقيال وترميم جروح الهوية
رشاد الصيادي
إن الاعتزاز بالهوية اليمنية بشكل واسع في الوقت الحالي تعبير واضح عن الإنتماء لهذه الأرض بكل تفاصيلها الخالدة وحضارتها العريقة ، عندما وجد الأقيال جذور الأرض الطيبة المباركة المتوردين السلاليين يشتغلون بشكل قذر يقلل ويستنقص من كل ماهو يمني والدفع بهوية موازية أسموها ( الهوية الإيمانية ) في صنعاء وباقي المناطق الخاضعة للحوثي والتي تخدم السلالة الرسية بشكل أساسي إستنهضوا التراث والهوية وفتشوا في كتب التاريخ عن الحقيقة عبروا عن فخرهم بهويتهم اليمنية ودينهم الإسلامي بعيدًا عن منطق الرق والعبودية .
لقد مثلت صحوة الأقيال بفكرهم المستنير ووعيهم بأحداث التاريخ وتعريف الناس بدموية السلالة وجرائمها بحق اليمن علامة فارقة أعادت تشكيل الوعي الجمعي بحيث أصبح الكل يعرف مخططات السلالة التي تسعى بمنهجية عالية لإحياء الثأرات وزرع الفتن والقلاقل بين أبناء القبائل ودعم البعض على الآخر بنية خبيثة تشتت الناس عن تماسكهم المجتمعي وتعايشهم والهدف وجود مجتمع ممزق يسهل السيطرة عليه وتطويعه فكريا وإذا أضطر الأمر كسره عسكريا كما حدث في مناطق كثيرة باليمن وحصل أن قاومت وحيدة لأسباب إجتماعية ، سياسية وجغرافية.
لم يمتعض السلاليين من الأحزاب السياسية والمكونات القبلية كما إمتعضوا من حراك الأقيال الذي انتشر كالنار في الهشيم ، لأنهم يعرفوا جيدا أن اليمن في ظل المكونات السياسية الرخوة والمجتمع القبلي الممزق لن يتفق على رؤية وطنية مشتركة تحقق للمواطن اليمني الحرية والعدالة والمساواة في الخبز والماء والعيش الكريم .
كان ولا زال أكثر شيء مفزع للسلالة الحوثية أن يتوحد جميع اليمنيين في إطار فكرة جامعة و تيار ينطوي تحت ظله الكل دون تمييز عرقي طائفي أو مناطقي ، حراك الأقيال كان سفينة النجاة من الإنقسامات السياسية والمذهبية والجدار الصلب الذي تحطمت عليه آمال السلالة و الرافعة القومية الوطنية الثقافية و الفكرية التي جمعت كل صفات النبل و رممت الجروح النازفة التي احدثتها سياسة الأحزاب التائهة و عمقتها أيادي السلالة وحربها الناعمة شمالا وجنوبا .
لقد كان انبعاث حراك الأقيال مصدر للضياء والإلهام بالنسبة للأحرار و كابوس مرعب اقض مضاجع السلاليين والمتزنبلين فلم يتوقعوا أن يتوحد المجتمع بكل أطيافه السياسية للدفاع عن هوية اليمن وتاريخه الذي يعبث به الطارئون ، إذا حاولوا تكفير الأقيال وحرضوا ضدهم وشوهوا رموز اليمن كالثائر علي ابن الفضل ونشوان الحميري على وجه الخصوص لكنهم فشلوا وبقيت اليمن شامخة بهويتها ورموزها الخالدين في ذاكرة الأجيال.