صنعاء تنفجر من الداخل : أي معلومات عن حالات الإصابة بفيروس كورونا جريمة أمن قومي وخيانة قد توصل إلى الإعدام .. تفاصيل مخيفة يخفيها الحوثيون عن اليمن والعالم
ميون – متابعات
كشف تقرير حديث سلط الضوء عن تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العاصمة اليمنية صنعاء عن وصول أعداد الإصابات أكثر من 2600 ووفاة أكثر من 320 مصابا، في ظل تكتم من قبل جماعة الحوثي المسلحة.
وقال التقرير الذي يحمل عنوان (صنعاء من الداخل.. كورونا ينفجر والحوثيون يتكتمون) الذي وثقة مركز العاصمة الإعلامي إن تعتيم جماعة الحوثي وعدم تعاملها بشفافية تسبب في إيجاد حاضنة سريعة وملائمة لتفشي الفيروس وهو ما أدى إلى انفجار أعداد الحالات في مناطق سيطرتهم وخاصة العاصمة صنعاء ذات الكثافة السكانية العالية.
مؤكداً على أهمية الضغط المحلي والدولي على جماعة الحوثي للحد من مخاطر تفشي الوباء إلى القرى والبلدات الصغيرة حيث ينتقل الناس خلال العيد لزيارة أهلهم مع إعلان الجماعة أن التفشي محدود في مناطق ومنازل بعينها.
واعتبر مركز العاصمة تعامل جماعة الحوثي مع الوباء واتباعها سياسة التقليل من خطورته وعدم انتهاج الشفافية، بالإضافة إلى اعتماد التعتيم والتكتم على ظهور الوباء لأكبر فترة زمنية ممكنة واستمرار مساومة المنظمات الدولية وفتح حسابات التبرعات لمواجهة الوباء، أمر مؤسف ومخجل وتضع الجماعة في موضع الإدانة بتسهيل نشر الوباء والتكتم.
التقرير اعتمد على التواصل مع “عائلات” متوفين و”سكان” و”أطباء” و”مسؤولو مقابر” بحثاً عن الحقائق حول تفشي الفيروس في العاصمة صنعاء، ومسؤولو منظمات دولية عاملة ومتواصلة مع الحوثيين بشأن معالجة أثر الفيروس.
ولفت إلى أن خمسة مستشفيات ومراكز طبية خصصها الحوثيون لعلاج المصابين بفيروس كورونا لكنها لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المصابين أبرز تلك المراكز هي (مستشفى الكويت في شارع العدل، ومستشفى زايد في شارع المطار). ويقول الأطباء إن المستشفيين امتلأتا تماماً وكل يوم تقوم بإرسال وفيات إلى مقابر العاصمة.
وفي يوم 17 مايو/أيار فقط، استقبلت الثلاث المقابر أكثر من 33 جثة مصابة بوباء كورونا في أحياء حزيز وشعوب وسط حضور أطقم حوثية وقطع بعض الشوارع القريبة من المقابر، بحسب ما جاء في التقرير.
كما تطرق الى عدد من الممارسات التعسفية لجماعة الحوثي تجاه المصابين والفرق الطبية، أبرزها احتجاز هواتف جميع أطباء مستشفى الثورة الحكومي بالعاصمة صنعاء، بحجة منعهم من تصوير حالات كورونا في المستشفى، بالإضافة لترهيبهم بالامتناع عن الحديث عن الوباء، ومنع الصحفيين وعدد من القنوات الإخبارية من زيارة مستشفى زايد ومستشفى الكويت بصنعاء.
كما يعتبر الحوثيون أن إفشاء معلومات عن حالات الإصابة بفيروس كورونا في صنعاء جريمة “أمن قومي” و “خيانة” قد توصل إلى الإعدام.
وقال الأطباء إن جماعة الحوثي تجبرهم على مخالطة المرضى في أقسام الطوارئ دون وجود أي ملابس وقاية من الفيروس أو إجراءات سلامة للمرضى، كما في كل مستشفيات العالم. وقالوا إن ذلك أجبر الأطباء على الخوف من العمل في أقسام طوارئ مستشفيات خاصة وعامة في عموم مديريات أمانة العاصمة.
سكان في أحياء شعوب وهبرة وصنعاء القديمة إن عائلات بأكملها توفيت نتيجة الفيروس بينها “أخوان وشقيقتهم” ووالديهم وثلاثة من الأشقاء في حالة حرجة، وفتاة ووالدتها توفيتا مع إصابة أفراد العائلة بحالات متوسطة وحرجة. ووفاة رجل وإصابة 12 من أفراد عائلته.
وأرود تقرير مركز العاصمة الاعلامي عدد من الشواهد والحوادث التي تكشف التعاملات القاسية لجماعة الحوثي مع المصابين، مشيراً الى أنها تسببت في امتناع كثيراً من حالات الاشتباه ومن يعانوا من أعراض الفيروس عن الذهاب للمستشفيات أو ابلاغ أحد، خوفاً من إجراءاتهم التي تباشر التعامل مع المصاب كمجرم وتتعامل مع أسرته كعملاء لما تسميه “العدوان”، وهددت من يتحدث عن انتشار الوباء كورونا بالسجن ثلاث سنوات.
وفي وقت يرفض الحوثيون تأكيد إصابة شخص بوباء كورونا، تقوم بمحاصرة منازل في صنعاء تحت الحجر الصحي، وتجبرهم على تقديم الطعام لمقاتليهم الذين يحاصرون المنزل.
وتطرق إلى استغلال جماعة الحوثي للوباء في فرض جبايات وإتاوات (غير مشروعة) على ملاك المحلات التجارية، فقد بلغ إجمالي ما جنته أكثر من 120 مليون يمني من أسواق شميلة وباب اليمن وهايل، وتعرضت العشرات من المحلات للإغلاق إثر رفضها دفع الجبابات غير المشروعة.
رجل أعمال واحد في صنعاء قال إن الحوثيين ألزموه على دفع 40 مليون ريال من أجل استمرار فروع محلاته في العاصمة صنعاء، خلال فترة “موسم العيد” وتجنب إغلاقها بسبب تفشي كورونا.
في الوقت ذاته، ألزمت جميع الصيدليات والمستشفيات الخاصة والمراكز الطبية في العاصمة صنعاء بتوفير المعقمات اللازمة لتعقيم شوارع صنعاء احترازاً من فيروس كورونا.
رغم تفشي الوباء، إلا أن جماعة الحوثي واصلت عقد أنشطتها الجماعية، وألزمت عقال الحارات ومن يسمون بمشرفي المديريات في صنعاء وضواحيها بعقد أمسيات رمضانية، وحشد أكبر عدد ممكن من المواطنين لحضور هذه الامسيات والاستماع لمحاضرات عبدالملك الحوثي والتي تبث مساء كل يوم عبر وسائل إعلام الجماعة، في إطار ما يسمى البرنامج الرمضاني.
ودعا مركز العاصمة الإعلامي جميع سكان اليمن لأخذ الإجراءات الاحترازية بشكل كامل، والتأكد من التباعد الاجتماعي، والكف عن الزيارات أثناء العيد، وتجنب العودة إلى القرى والعزل.
وطالب جماعة الحوثي وقف التعامل مع المصابين بالوباء كمجرمين، والتعامل مع أهاليهم كعائلة مجرمين، وإعلان نتائج الفحوصات جميعها للسكان، فإصابة واحدة تعني وصولها إلى 1000 خلال أسابيع، وتوعية الناس بخطورة تفشي الوباء، والحد من نشر الإشاعات والمواد الإعلامية التي تستغل الوباء لتحشيد القِتال والتقليل من شأن تفشيه في البلاد.
داعياً الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التآزر والعمل من أجل حماية ملايين السكان في مناطق سيطرة الحوثيين والعمل على علاج المصابين وتوفير مراكز صحية لهم.