تدوير الملابس.. فكرة إبداعية في العمل التطوعي
محروس باحسين
أعمال العمل التطوعي الخيري تتجسد من جديد في حضرموت، وهي أعمال متجذرة غرسها الآباء والأجداد في نفوس الأبناء منذ أزمان بعيدة؛ ليكونوا مفيدين لمجتمعهم في شتى مجالات الحياة الإنسانية كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
والشباب الحضرمي الجديد يحملون اليوم لواء العمل التطوعي وينبرون إلى تجديده في الواقع المعاش، إذ قام البعض منهم وبقيادة الأستاذ أحمد باوشخة بتشكيل فريق تطوعي تحت مسمي مبادرة سفراء التطوعي، يعمل على تجميع الملابس القديمة والمستعملة، وتغسيلها وكيها، وتقديمها لمن يحتاجها من الفقراء والمساكين والمتضررين من الحروب واللاجئين والمحتاجين من أفراد المجتمع.
ظلال قاتمة
يقول الأستاذ أحمد سعيد باوشخة رئيس مبادرة سفراء العطاء التطوعي: “جاءت فكرة جمع الملابس القديمة والمستعملة، وتغسيلها وكيها، وتقديمها لمن يحتاجها بعد أن رإينا أن شريحة كبيرة من الفقراء والمساكين والمحتاجين والمتضررين من الحروب في اليمن غير قادرة تماماً على شراء الملابس الجديدة لها ولأبنائها، خاصة في ظل ظروف الحرب التي ألقت بظلالها القاتمة على البلد، وأدت إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة فيها، مشيراً إلى أن فكرة مشروع هذا العمل التطوعي تهدف إلى توزيع الملابس المعدلة والمعالجة والمرممة على الفقراء والمساكين والأرامل، وأصحاب الدخل المحدود”.
تدوير الملابس سفراء العمل التطوعي
أدوات السلامة
ما يميز هذا المشروع أنه منظم ومرتب ويخلو من الأعراض الجانبية أو المخاطر ، إذ يمر بين مراحل أساسية، فهناك فريق يختص بجمع الملابس، وفريق يختص بفرز الملابس إلى ثلاثة أصناف: ملابس سليمة، ملابس ممزقة، ملابس لاتصلح للاستخدام، وفريق يقوم بتسليم الملابس إلى الخياط لخياطتها، وفريق يقوم بتغسيل الملابس وكيها، ثم يتم بعد ذلك عمل أكياس للملابس المعدلة والمعالجة؛ لتعود الملابس جديدة، ومختبرة بأدوات السلامة.
طريق الوصل
يتم عمل تحريات سرية لاختيار الفقراء والمحتاجين حتى تصل التبرعات إلى مستحقيها، وأن المستفيدين من هذه التبرعات هم الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وذوو الدخل المحدود والمتضررين من الحروب والصراعات.
فئة الاستهداف
يستهدف توزيع التبرعات على أساس فرز ملابس الشباب والطلاب في المراحل الجامعية والمتوسطة، ويتم تقسيم ملابس الشباب والرجال على حدة، وملابس النساء على حدة، والأطفال على حدة ،ويتم التوزيع لأكثر من 600 أسرة سنوياً في إطار المحافظة، ويتم التركيز في التوزيع أثناء الأعياد والمناسبات.
تخفيف من المعاناة
المواطنة زهراء صلاح التي تبلغ من العمر 60 تقول: تسكن في منطقة الشرج بالمكلا محافظة حضرموت والتي تمتلك اثنان من الأولاد أسهم هذا المشروع في مواصلة الدراسة الجامعية لاولادي ، إذ أننا من أسرة فقيرة، وليس لنا دخل شهري ، وأتمنى أن تستمر الحملة من أجل التخفيف من المعناة.
دور كبير
يقوم سفراء العمل التطوعي بدور كبير في توفير الكثير من احتياجات الفقراء والمساكين للملابس، بعد تدوير الملابس المستعملة، ويعتقد كثيرون أنه يستحقون التكريم من الجهات المسؤولة، والدعم من الجهات القادرة في ساحل حضرموت وتقديم ما يسهم في إنجاح عملهم التطوعي الإنساني النبيل.
عن منصتي30