الكمامة نجمة ملابس عيد الفطر في زمن كورونا
يحرص الجميع على أداء طقوس سنوية ترتبط بعيد الفطر، إلا أن الوضع قد يكون مختلفا بدرجة كبيرة هذا العام عن كل عام مضى، بسبب ما فرضه انتشار فايروس كورونا، لكن رغم ذلك يقول خبراء إنه يجب الاحتفال بالعيد وإقامة الطقوس الممكنة لأنها ستقف حائط صد ضد القلق في المجتمعات.
لندن – من كان يتصوّر، في مثل هذه الأيام قبل عام مضى، أن عيد الفطر المقبل سوف يطل فيما العالم يبدو كأنه مقلوب على رأسه بسبب تفشي كورونا.
ويقول خبراء إن عيد الفطر يمثل “نقطة التحول” في مسار انتشار الفايروس.
ويأتي عيد الفطر على المسلمين هذا العام في واقع جديد لم يعهدوه من قبل؛ وهو انتشار جائحة فايروس كورونا المستجد والإجراءات الاحترازية التي تفرضها الدول لمنع انتقال العدوى، وحظر التجوال، وهو ما سيحرم الجميع من الاحتفال به.
وتخشى العديد من الدول العربية من اتخاذ بعض المستهترين لعيد الفطر وما يرتبط به من عادات اجتماعية حجة لكسر قواعد “التباعد الاجتماعي” التي فرضتها متطلبات المواجهة مع الوباء.
وقد تترتب على ذلك مخاطر قد تنسف جميع الجهود الوقائية التي بُذِلت خلال المرحلة السابقة والعودة بها إلى نقطة الصفر. لكن رغم ذلك يطالب خبراء بعدم التخلي عن الطقوس الممكنة على الأقل، إذ أن مجرد التفكير في تقاليد العيد يجلب الابتسامات إلى وجوه معظم الناس ويثير مشاعر الترقب والحنين.
ويطالب الخبراء بإقامة طقوس العيد. وتظهر الأبحاث أن الإجراءات المنظمة والمتكررة التي تنطوي عليها مثل هذه الطقوس يمكن أن تعمل كحاجز ضد القلق.
أطفال في البيوت
مناسبة عيد الفطر تعني الكثير للأطفال في كل الدول العربية بلا استثناء، ولن يستطيعوا تحمل فكرة مروره دون الاحتفال به
يقضي الأطفال هذا العيد في بيوتهم بسبب إغلاق الحدائق العامة ومدن الملاهي والشواطئ والفنادق والمطاعم وتطبيق الدول للتباعد الاجتماعي، وهو ما سيفرض على أهاليهم تحدي كيفية تأهيلهم لقضاء تلك الأيام في البيوت وكيفية التعامل معهم خلالها.
وتعني مناسبة العيد الكثير للأطفال، ولن يستطيعوا تحمل فكرة مروره دون الاحتفال به، لذلك سيجدون صعوبة في عدم الخروج من المنزل.
وبالنسبة لمريم فقد أكدت أنها حضرت ابنتها نفسيا للأمر، مؤكدة أنها حضرت برنامجا عائليا.
وصاحبت مريم ابنتها ذات الخمسة أعوام وزوجها إلى مساحة كبرى بالقرب من منزلها. وكان لافتا أن الكمامات أصبحت جزءا من ملابس العيد المعروضة.
واختارت مريم لابنتها فستانا ورديا وكمامة بنفس اللون. ولم تخف مريم خيبة أملها حين رأت أغلبية متاجر الملابس مغلقة.
ومنذ أن ألغى كورونا المصافحة باليد والتقبيل والعناق بين الأصدقاء والأقارب للحد من انتشار الفايروس بين الناس، مازال الأمر غير متاح في العيد لتبادل التبريكات والتهاني، وسيقتصر ذلك على المعايدات الإلكترونية.
ولن تتوقف الاتصالات الصوتية أو حتى المرئية بين العائلات حيث العلاقات الاجتماعية المترابطة.
وبما أن الوباء لن يلمَّ شمل العائلة بعد صلاة العيد، فقد تغيب واحدة من أهم وأبرز مظاهر العيد، وهي “العيدية” التي تعد تراثا إسلاميا يفرح بها الصغار والكبار.
ومن عادات سكان الدول العربية أن يطوف أطفالهم على بيوت الأجداد والأعمام والعمات وكذلك الحال مع الأخوال والخالات، ليجمعوا “ما تيسر من العيديات”.
وتعمل بعض ربات البيوت على صنع كعك العيد بأنفسهن بسبب إغلاق محلات الحلويات.
واجتمعت منيرة مع جارتيها في منزلها في القاهرة حول طاولة لخبز الكعك قبل حلول عيد الفطر ببضعة أيام، حيث قسمت المهام حول الفتيات ما بين تحضير العجين ونقشه ووضعه في الأطباق وتسويته في الفرن، تلك العادة التي توارثتها الأسرة المصرية من الأجداد، للاستعداد لاستقبال عيدالفطر.
وحسب تقارير إعلامية محلية، فإن الأسر المصرية من أكثر الأسر العربية استهلاكا للكعك والبسكويت في عيد الفطر، وتستهلك نحو 70 ألف طن، تُقدر بحوالي ثلاثة مليارات ونصف المليار جنيه مصري، لكن، وفق تصريحات رئيس شعبة تجار الحلوى بالغرفة التجارية بالقاهرة، حجم المبيعات هذا العام أقل بكثير من العام الماضي، بسبب إجراءات مواجهة فايروس كورونا.
“كان يلزمني أكاذيب عابرة للمحافظات حتى أقنع الضابط الذي يرمقني بنظرات الشك بتوقيع ترخيص لأعود إلى بيتنا في عيد الفطر.. كنت أود العودة إلى منزلنا وتقضية العيد في منزل والداي في محافظة باجة (شمال غرب) التي تبعد عن العاصمة 120 كيلومترا”، قالت سامية التي تبلغ من العمر 25 عاما وتعمل في شركة اتصالات. وتابعت “سيكون العيد كئيبا جدا لو بقيت في تونس وحدي”.
عن: العرب