الفيروس والرئيس والعالم
أمين الوائلي
يمارس ترامب، من موقعه كرئيس أكبر دولة في العالم، التهريج والتخريب حول النظريات العلمية والنصائح الطبية. كما يبحث عن معركة حياة أو موت مع الصين من جهة، ومع الصحة العالمية من جهة ثانية.
معارك ترامب الآن هي للهرب من تحمل أعباء سياساته وطرائقه البهلوانية في إهانة القيم والعلم والعالم وإزاء مؤشرات النتائج الكارثية التي خلفها كوفيد-19 في مستوى استجابة إدارة ورئاسة ترامب للوباء الذي أثخن في أمريكا واقتصادها.
يكاد أن يقول إن كوفيد-19 فيروس صمم وأنتج خصيصا ليخسر الانتخابات بالدرجة الأولى.
يوصي بأدوية وتقنيات علاجية تصيب العلماء والأطباء والعلم والطب بالصدمة والخيبة.
حتى أنه قال بالأمس إن لديه خبرات وقدرات طبية وعلمية فطرية، وأنه لا يعرف ما إذا كان قد أخطا في أن يشتغل رئيسا بدلا من أن يعمل كطبيب!
لقد نال الفيروس من ترامب شخصيا ومن شعبيته ووعوده الانتخابية على نحو عميق: فاتسعت دائرة البطالة، وتزايدت أعداد المحتاجين للمساعدات الحكومية، وتباطأ معدل النمو، وتضررت أسواق الطاقة والوقود وحركة الاقتصاد بصورة عامة.
وكل ذلك في سنة انتخابية يطمح خلالها إلى تجديد ولايته الرئاسية. لكن الاستطلاعات تظهر تراجعا حادا في نقاط الشعبية التي تذهب مكاسبا لحساب الديموقراطيين وبايدن.
الدرس: الموقع السياسي والمالي والقيادي، لأي كان وفي كل موقع صغر أو كبر، لا يساوي شيئا يمنحك الصلاحية للتحدث في كل شيء.
ربما تكون واحدة من الآثار الجانبية والإيجابية لجائحة كوفيد-19 في أن الفيروس سيفعل ما عجز عنه الديموقراطيون والمحققون لتجريد دونالد من رئاسة أمريكا والعالم.
لن تتوقف نتائج كورونا عند حد. سوف تغير العالم وطرائق الحياة والتفكير والتواصل والاقتصاد والمستقبل.
لا عزاء لترامب. ولا بأس على ايفانكا.
*من صفحة الكاتب في فيسبوك