عن مهنة الحياة والموت
وسام محمد
العمل في السياسة, يعني العمل من أجل جعل حياة الناس أفضل. ما يعني التصدي لكل ما من شأنه تحطيم حياتهم, التصدي للنزعات, للأوهام, للجهل, وللضمائر الفاسدة, خاصة تلك التي تمتهن السياسة في معنى مناقض لما يجب ان تكون عليه. أو كما هي صورتها الشائعة كمهنة لصناعة الجحيم.
السياسة بمعناها الاخلاقي الواسع وبصفتها مهنة الحياة المبجلة, من الطبيعي ان تكون على تماس مباشر مع الموت ومع كل ما يجعل الحياة مهددة. لو لم تكن كذلك, لما كان هناك حاجة تدعو إليها.
لعل هذا يوضح المعنى القائل, ان الحرب هي سياسة ولكن بطرق أخرى. بالطبع بهدف ايقافها, ومنع اندلاعها, أي في المحصلة: انتزاع قرارها من يد من يستطيعون اشعالها لادامة مصالحهم.
اذا كانت الحرب سياسة مكثفة, كون الحرب هي أكثر الطرق المؤدية الى الموت. فإن الامراض الفتاكة هي مجال سياسي, الانتهاكات ومعادة الحريات العامة والخاصة هي ايضا مجال سياسي. فالسياسة تبدأ من حيث يبدأ الموت, كشرط اساسي لامتهانها, بهدف منع حدوثه, ثم من حيث تبدأ المعاناة بهدف ايقافها, ثم من حيث يصبح انه بامكاننا جعل الحياة أفضل.
من صحفة الكاتب في فيسبوك