تناقص الدعم الإيراني للحوثيين.. هل سيكون سببا في دفعهم للسلام
تراوح جهود السلام الهادفة لإنهاء الحرب في اليمن بين المتمرّدين الحوثيين والسلطة الشرعية المدعومة من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مكانها، غير أنّ مراقبين يلمسون وجود فرصة حقيقية للسلام يوفّرها الوضع الإقليمي، وتحديدا حالة الضعف الشّديد التي أصبحت عليها إيران داعمة الحوثيين بالسلاح، بسبب أزمتها الاقتصادية العميقة والضغوط الشديدة المسلّطة عليها من الولايات المتّحدة والتي ضاعفت من وقعها جائحة كورونا وتداعياتها.
وتقول مصادر سياسية عربية إنّها تسجّل بشكل متزايد بوادر لين نسبي في موقف الحوثيين من السلام الذين يتوّقعون عجز إيران عن مواصلة دعمها لهم الأمر الذي سيؤثّر بشكل مباشر على قدرتهم على مواصلة الحرب، في وقت يداهم فيه وباء كورونا مناطق سيطرتهم على غرار باقي أنحاء اليمن حيث تسود المخاوف من أن يكون للوباء أثر استثنائي نظرا لضعف وسائل مقاومته وانعدامها في كثير من الأحيان.
وتوضّح المصادر أن المتمرّدين أبلغوا إشارات إيجابية للسعودية عبر قنوات سرية لم تكشف عنها تلك المصادر التي أضافت أنّ قيادة جماعة الحوثي شرعت بالفعل في مناقشة سيناريو السلام مع الإيرانيين الذين قد يكونون تخلّوا عن تشدّدهم إزاءه لكنهم ما يزالون حريصين على حثّ وكلائهم الحوثيين على محاولة تحصيل أقصى قدر من ممكن من المكاسب من أي محادثات سلام قادمة قد تنجح الجهود الدولية والأممية في إطلاقها.
وكان قد أعلن مؤخّرا عن إجراء نائب وزير الخارجية الإيراني علي أصغر خاجي مباحثات مع جماعة الحوثي حول جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن. وجاء ذلك في اتصال عبر تقنية الفيديو كونفرانس بين خاجي ورئيس فريق التفاوض التابع للحوثيين محمد عبدالسلام قال الأخير إنّه بحث خلاله مع المسؤول الإيراني الجهود التي تبذلها طهران لدعم السلام باليمن، وكذلك جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث على هذا الصعيد.
ويبدو أنّ الحوثيين أصبحوا أكثر رغبة في بدء عملية سلمية تكون على أساس الواقع الميداني وما حصّلوه من مكاسب على الأرض تشمل منطقة واسعة منفتحة على البحر، لقناعتهم بعدم قدرتهم على تحصيل المزيد، وربما حتى على عدم القدرة على الحفاظ على ما تمّ تحصيله إذا توقّف الدعم الإيراني أو تناقص إلى حدود دنيا خلال الفترة القادمة.
وعبّر مهدي المشّاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في برقية إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بمناسبة ذكرى تأسيس الاتحاد الأوروبي عن ترحيب جماعته بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه إلى اليمن مارتن غريفيث لإنهاء الحرب.
وينتظر المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث ردا من الحوثيين على المبادرة التي أرسلها مؤخرا لطرفي النزاع في اليمن، والتي ردت عليها حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي بشكل إيجابي، مستندة على ما يبدو لعدم ممانعة السعودية التي سبق لها أن عبّرت عن حسن نواياها بإعلان وقف لإطلاق النار من جانب واحد في الثامن من أبريل الماضي وقامت لاحقا بتمديده لمدة ثلاثين يوما، وقد تعثّر تطبيقه بسبب عدم وقف الحوثيين لتحرّكاتهم العسكرية.
ويسود إجماع دولي بأن لإيران دورا رئيسيا في تفجير الحرب في اليمن وأنّ بإمكانها تسهيل سبل وقفها نظرا لهيمنتها على قرار الحوثيين.
المصدر: العرب