بعد مقتل الإرهابي قاسم الريمي.. رأس أخرى في سلة ترامب.
المصدر:24 شادية سرحان
في وقت مبكر من صباح الجمعة الماضية ، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مقتل زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاسم الريمي في غارة بطائرة أمريكية دون طيار، في وادي عبيدة بمحافظة مأرب شمال شرق اليمن.
ووفق ما نقلت وكالة “رويترز، قال ترامب في بيان إن “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مارس تحت قيادة الريمي قدراً هائلاً من العنف ضد مدنيين في اليمن، وسعى للتنفيذ والإيعاز بتنفيذ هجمات عديدة ضد الولايات المتحدة وقواتنا”، معتبراً أن “موته يزيد القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة العالمي ضعفاً، ويقربنا من القضاء على التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات على أمننا القومي”.
من هو قاسم الريمي؟
ولد قاسم عبده محمد أبكر أو “قاسم الريمي” الملقب “أبوهريرة الصنعاني في 5 يونيو(حزيران) 1978 باليمن، وتشير تقارير إلى انضمامه لتنظيم القاعدة الإرهابي، مبكراً، بعدما اختفى مع أهله وأقاربه من محافظة ريمة اليمنية، عندما كان في الـ 15 من عمره.
ويعد القتيل من الوجوه البارزة والمعروفة في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وكان على رأس المطلوبين عربياً ودولياً لتورطه في عمليات إرهابية عدة، إلى جانب شقيقه المعتقل في غوانتانامو، حسب وسائل إعلام عربية.
سافر الريمي إلى أفغانستان وتدرج في المواقع القيادية في التنظيم المتطرف، قبل العملية العسكرية الأمريكية في 2001.
وأصبح الريمي قائد القاعدة في شبه جزيرة العرب في 2015، خلفاً لزعيم التنظيم السابق في اليمن، ناصر الوحيشي، وذلك بعد أن أقسم بالولاء لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
عقب عودته إلى اليمن، حُكم على الريمي بالسجن في 2005، لإدانته بالتخطيط لاغتيال السفير الأمريكي في اليمن.
وفي فبراير (شباط) 2006، فر من السجن في صنعاء مع 23 آخرين، وغيرت عملية الهروب المثيرة مصير حراك الإرهابيين في اليمن، بحسب موقع “مونت كارلو الدولية”.
وفي 2007، أعلن الريمي ظهور تنظيم القاعدة في اليمن بعد تعاونه مع الوحيشي الذي قتل في غارة أمريكية في 2015.
تهم وجرائم
وفي يوليو 2007 (تموز)، ارتبط اسم قاسم الريمي بالهجوم على سياح إسبان وأسفر عن مقتل 8 منهم في مأرب بوسط اليمن.
واقترن اسمه بعدد من العمليات الإرهابية الكبرى مثل محاولة تفجير طائرة متجهة لأمريكا في 2009، ومحاولة إرسال طرود مفخخة إلى الولايات المتحدة في 2010.
و في مايو(آيار) 2010 أدرجت الولايات المتحدة الريمي على قائمة الإرهاب، وجمدت أرصدته المصرفية في الولايات المتحدة، وفي الشهر ذاته أضيف الريمي إلى قائمة عقوبات الأمم المتحدة للأفراد المرتبطين بالقاعدة.
وفي 2013، أعلن الريمي في فيديو مسؤولية القاعدة عن الهجوم الدامي على مستشفى وزارة الدفاع اليمنية، وفق ما ذكرت شبكة “إن بي سي نيوز”.
وتحدث الريمي في يونيو(حزيران) 2013 عبر رسالة إلى الشعب الأمريكي، عن هشاشة أمنهم بعد تفجيرات بوسطن، التي أظهرت أن تصنيع القنابل في متناول أي شخص، في تحريض صريح على تنفيذ عمليات مماثلة في أمريكا.
وظهر الريمي في فيديو آخر في 7 مايو (آيار) 2017، حث فيه مؤيديه في الدول الغربية على شن هجمات “سهلة وبسيطة”، كما أشاد بعمر ماتين الذي قتل 49 شخصاً في ملهى ليلي في أورلاندو في فلوريدا في يونيو(حزيران) 2016.
هدف مشروع
في يناير(كانون الثاني) 2017، كان الريمي هدفاً لهجوم فريق من القوات الخاصة الأمريكية على مقر تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب في اليمن، أسفر عن مقتل 14 قيادياً آخر لم يكن بينهم.
وفي 18 أكتوبر(تشرين الأول) 2018، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية رفع قيمة المكافأة المالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال قاسم الريمي، “من 5 ملايين دولار إلى 10 ملايين دولار”.
ويُمثل مصرع الريمي، زعيم أحد أخطر فروع تنظيم القاعدة على الإطلاق، ضربة موجعة للتنظيم الذي تراجعت قدراته على شن هجمات أو تنظيم عمليات كثيراً، باستثناء الفرع اليمني، وتؤكد تصميم الإدراة الأمريكية على مزيد الضغط على هذه التنظيمات الإرهابية، واعتماد استراتيجية الاغتيالات الموجهة إلى جانب الضربات العسكرية التقليدية، بناءً على قدرات استخباراتية ومعلومات دقيقة، وهو الأمر الذي سمح للرئيس ترامب بقطف رؤوس بارزة في فترة قصيرة، على غرار زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي في سوريا، وقاسم الريمي في اليمن، فضلاً عن الصيد الثمين الآخر في بغداد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.